إعلان

في ذكرى رحيل "صاحب أفضل فيلم بالسينما المصرية".. قدر لم يمهله وإشادة نقدية

12:55 م الثلاثاء 02 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- ضياء مصطفى

لم يكن المخرج كمال سليم واحد من أوائل مخرجي السينما المصرية فقط، لكن النقاد اعتبروه أول من أسس للسينما الواقعية.

وليس هذا فحسب فالمخرج والمؤلف والمونتير، الذي تحل ذكرى وفاته 74، اليوم الثلاثاء، اختير فيلمه العزيمة "1939"، كأفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية، حسب اختيار النقاد عام 1996، في مهرجان القاهرة السينمائي، إذ تصدر قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وقال الكاتب الكبير جورج سادول إن فيلم العزيمة يعرض مضمونا فكريا يشغل قطاعا هاما من قطاعات المجتمع، ويعتبر هذا الفيلم أحد الأفلام الرائدة في تاريخ السينما العالمية، الذي يشير لظهور المذهب الذي عرف بعد ذلك في إيطاليا باسم "الواقعية الجديدة"، لقد وقفت السينما المصرية بهذا الفيلم على أرض صلبة ودخلت به مجال التعبير الواقعي في مجال الفن والفكر.

كما قال الناقد الكبير سمير فريد إن فيلم العزيمة، أسس للسينما الواقعية، وهو بداية الدافعية المصرية في السينما.

وأضاف في مقال له: "كان عنوان فيلم سليم (في الحارة)، ولكن إدارة الإنتاج فى استديو مصر، ورغم أنه كان المركز الرئيسي لإنتاج الأفلام ذات المستوى المتميز، لم توافق على العنوان، واستبدلته بالعزيمة".

وتابع: "كانت الأفلام المصرية الروائية الطويلة منذ عام 1927 تدور فى أي مكان إلا الحارة، والمقصود الشوارع الضيقة للقاهرة الفاطمية، التي أصبح أغلب سكانها من الفقراء بعد إنشاء القاهرة الخديوية، ورغم أن جمهور السينما كان من الطبقة الوسطى التي أعلنت عن وجودها فى ثورة 1919، وأغلب أصول هذه الطبقة من حواري القاهرة ومن الريف، إلا أن هذا الجمهور اعتاد على ألا تدور الأفلام فى الحواري. وعندما يعتاد الجمهور على شيء يصبح عند شركات السينما رافضا لكل شيء آخر، بينما الواقع أن الإنسان يكره ما لا يعرفه".

واعتبر فريد أن فيلم العزيمة هو نقطة التحول الأولى في السينما المصرية، التي يؤرخ لها منذ عام 1927.


وتحدث الكاتب إبراهيم الدسوقي في كتابه "سينما القطاع العام: التحولات السياسية والاجتماعية"، عن الفيلم، في الفصل الذي خصصه عن أفلام الشباب في سينما القطاع العام، ولفت إلى أنه أول فيلم يؤسس للواقعية في مصر، وأول من تحدث عن أزمات الشباب ومختلف عن الأفلام التي سبقته في السينما، إلى أن دخل القطاع العام في الإنتاج بعد ثورة 1952، وأنتج أفلام عدة عن أزمات الشباب.

الفيلم رصد أزمة الشباب المادية، من خلال محمد "حسين صدقي" الشاب حديث التخرج، الذي يعاني من ظروف مالية غير ميسرة، ويتعاهد مع فاطمة "فاطمة رشدي" على الزواج، وتتوالي الأحداث بعد ذلك.


وكمال سليم حصل علي الثانوية عام 1932، وسافر إلى فرنسا لدراسة السينما، كما درس التصوير السينمائي والموسيقى.

وفيلم العزيمة ليس فيلمه الأول، فقد سبقه وراء الستار "1937، وهو من تأليفه وإخراجه وقام بأعمال المونتاج أيضا.

وتوالت أعمال سليم بعد ذلك، إذ أخرج بعدها 9 أعمال، وكتب وشارك في كتابة 12 فيلما، إذ له 3 أفلام لم يخرجها هي "الدكتور ومحطة الأنس وليلى بنت الفقراء".

ولم يهمل القدر سليم لمشاهدة فيلمه الأخير "ليلى بنت الفقراء" كما لم يخرجه، إذ توفى في أبريل عام 1945، بينما صدر الفيلم في مايو من العام نفسه.

فيديو قد يعجبك: