إعلان

ابنته فنانة ووالده عمدة ورحل بالسرطان.. مواقف من حياة محمد السبع في ذكراه

11:38 م الجمعة 29 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- ضياء مصطفى:

ربما لم يحظ الفنان محمد السبع بشهرة واسعة بين الجمهور، لكن صوته الرخيم مميز عند المصريين بشكل كبير، خاصة في مسلسل قصص الأنبياء "الصلصال" والأحاديث النبوية بعد الأذان.

السبع، الذى تمر ذكرى ميلاده اليوم، هو أحد خريجي أول دفعة من معهد التمثيل عام 1947.

شخصيته المتدينة انعكست على كثير من أعماله، إذ كان يميل الفنان الراحل للأدوار التي بها قيم أخلاقية وروحية ودينية، وهو ما تؤكده "سهير" ابنته: "وصيته دائما لنا كانت الالتزام الديني والإخلاقي"، وحين سُئل السبع عن ما يتمناه قال إن يرزقني الله حسن الخاتمة وأن يكون راضيا عني.

خلف هذا الصوت القوي والشدة والملاحم حدة، طيبة وحنية شديدة، جسدها في مسلسله الشهير "أبناء ولكن"، أحد أنجح المسلسلات في فترة التسعينيات.

وُلد السبع في إحدى قرى مركز الدقهلية، وكان والده عمدتها، وتناقلت العمودية بين أبناء العائلة، وحكى الفنان الراحل عن والده بفخر قائلا: "كان عادلا وصاحب شخصية قوية، المطاريد لم يكونوا يسرقوا قريتنا إجلالا لوالدي وبسبب كرمه الشديد".

وورث السبع عن والده قوية الشخصية، إذ قالت ابنته: "كان يكفي بصة منه لإرعابنا، لكن في الوقت ذاته حنون، بيته وأسرته لهما الأولوية عنده، في العيد كنا نصحى نلقيه حاطط في كل حتة بلونات عشان يفرحنا"، وربما يكون السبب في ذلك إنه لم يعرف يوما "اللعب في الشارع"، فكونه ابن عمدة لم يكن مسموحا له الخروج في الإجازات الصيفية والاختلاط بالأطفال، بل الجلوس في المنزل وللاستعداد للعام الدراسي الجديد.

رغم أن أشقاءه حلصوا على تعليم عالٍ، أحدهما كان وكيل نيابة، وآخر درس الهندسة في إيطاليا وفرنسا، فإنه درس في مدرسة الصنايع بالدقهلية، التي انتقل للعيش فيها بمفرده، ولا يعرف لذلك سببا، فقد قال في حوار إذاعي له في برنامج "حديث الذكريات": "والدي توفى وعمري 5 سنوات، وأخي الكبير كان طبعه شديدا، قرر إرسالي لمدرسة الصنايع في الدقهلية، فلما استطيع السؤال لماذا؟".

لكن السبع وجد ضالته في هذه المدرسة، إذ انضم لفريق التمثيل، وشارك بدور صغير للغاية في مسرحية بعنوان "أحمس والهكسوس"، لم يكن مهووسا بالتمثيل ولم يكن هدفه أن يصبح ممثلا، لكنه كان مغرما بالسينما، يشاهد كل الأفلام الجديدة في السينما بالدقهلية.

انتقل للعمل في القاهرة، ولم يكن التمثيل هدفه، لكن في يوم من الأيام سمع إعلانا عن افتتاح معهد التمثيل.

كان السبع واحدا بين 2250 شخصا تقدموا للانضمام للمعهد، بعد جملتين فقط قاله له زكي طليمات: "روح روح"، فعاد لمنزله وهو يشعر أن الأمر قد انتهى.

بعد شهر، فوجئ باتصال من المعهد لحضور التصفية الثانية، هذه المرة كان العدد حوالي 300 فقط، وأمام لجنة تضم طليمات ونجيب الريحاني وحلمي رفلة وجورج أبيص وغيرهم.

حاول السبع جمع قواه ومثل مشهدا من المسرحية التي شارك بها في المدرسة، فسأله طليمات عن بعض المعلومات الشخصية، ثم سمح له بالانصراف.

انضم السبع للمعهد، وتخرج بعد 3 سنوات، وهي الدفعة الوحيدة التي درست في هذه المدة، الدفعة التالية درست 4 سنوات.

تخرج عام 1947، وظل محافظا على عمله الحكومي، فهو مصدر دخله الوحيد، واستمر كذلك حتى بعد انضمامه لفرقة "ملك".

بدأت الأضواء والشهرة تداعب السبع بعد انضمامه للفرقة المسرحية "المسرح القومي حاليا"، ليستقيل من وظيفته، ويبدأ رحلته الحقيقة في عالم الفن منذ أواخر الأربعينيات وحتى 2007.

لم يكن راضيا لفترة طويلة في بداياته عن معظم أدواره التي قدمها في السينما، ويرى أنها لم تقدمه بالشكل القوي.

ويعتبر السبع الأقل حظا بين الكثير من أبناء دفعته التي ضمت فريد شوقي وعمر الحريري وحمدي غيث وشكري سرحان وصلاح منصور، وجمعه بالإخيرين صداقة قوية استمرت حتى وفاتهم، بالإضافة إلى أصدقاء آخرين مثل عبد المنعم إبراهيم وعدلي كاسب.

أما الفنان حسين رياض فقد كان المثل الأعلى له، فنيا وإنسانيا، وقال عنه السبع: "كان بالهيئة التي يجب أن يكون عليها الفنان، كان طفلا كبيرا".

قدم السبع على مدار تاريخه أكثر من 150 عملا بينها "أيام السادات ولدواعي أمنية والباشا والمواطن مصري والقضاء في الإسلام وزمن حاتم زهران وأريد حلا وحبيب الروح وسمارة"، بالإضافة إلى عشرات المسرحيات.

أنجب الفنان محمد السبع 4 فتيات وولد وحيد، بينهم الفنانة صفاء السبع، التي اشتهرت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وتوقفت عن العام في عام 1997، حتى رحلت عام 2018.

"أقدم أدوار الشر وأنا مكره عليها، لكن أقدمها بإخلاص، ولم أمثل دورا ولم يعجب الجمهور، ولا أشعر إن لي طريقة مختلفة في الإلقاء"، ربما يلخص هذا التصريح شخصية السبع.

ورحل السبع في 6 أبريل عام 2007 بسبب مرض السرطان، وكان آخر أعماله المسلسل السوداني أمير الشرق عثمان.

فيديو قد يعجبك: