إعلان

''صناعة السعادة''.. إرادة الحكومة والشعب

عبير سليم

''صناعة السعادة''.. إرادة الحكومة والشعب

11:45 م الإثنين 07 يوليو 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

بقلم - عبير سليم:

جملة بسيطة ارتقت أمانيها لدى الشعب المصري بأكمله ولا ازيدها ارتقاءً إذا أضفت كامل الشعوب العربية لما نلمسه في واقع حياتنا اليومية من أخبار كئيبة وأحداث متسارعة وأكثرها مفجعة في اليوم الواحد ويأتي اليوم التالى وأذاهننا مشغولة فى إنتظار نتائج ما أفرزته الليلة السابقة من أحداث.

طبيعي وسط هذا الزخم الهائل من الأحداث الخالية من أي إنجازات بسيطة ألا يشعر المرء بالسعادة، فلم تعد ''الفرجه على فيلم سينمائي أو مسلسل درامي مبعثًا للسعادة في قلوبنا''، ولم يعد ''فيس بوك'' مطلقًا لشرارة السعادة في النفوس التي تحرق الشعور بالكأبة والملل. فشردت بخيالي أتساءل يا ترى ماذا يسعد الناس؟ فوجدت الإجابة -ماشاء الله- ثرية فهي أشياء كثيرة يصعب حصرها، أقلها تحقيق حلم واحد لإنسان، وما أكثر أحلام 90 مليون مواطن في مصر.

قفزت في ذهني مقولة ''ما يسعدك قد لا يسعدني وحلمك قد لا يكون حلمي''، وذلك وفقًا طبعًا للسلم الطبقي للشعب المصري مع الفروق العمرية، فيما مضى البعض كان يسعد بالصحبة والبعض أيضًا كان يسعد بالمكان، والبعض كان يسعد بكسب المال، والبعض بتحقيق الذات وتذوق النجاح، لكن الأن أصبح الشعور بالسعادة ليس فيما نحققه أو نملكه أصبحت السعادة رغبة جامحة حتى عند الصغار لا يعرف كيف يصل لها، على الرغم من توفر الكثير لديه مما لم يتوفر لنا.

من منا لا يحلم بأن يتغير الواقع المعاش؟ من منا لا يحلم بالسعادة وذهاب التعاسة والكأبة من ساعات يومه، وتلح عليه رغبة أن تتعثر وتختنق وتحترق كل مسببات الأحزان.

أخذتني سطورًا قرأتها منذ فترة عن السعادة، توصف السعادة بـ''إرداة عقلية وإدارة عملية''، تقصد هذه السطور أن سعادتنا تنبع من إرادتنا سواء كانت هذه الإرادة كاملة أو منقوصة أو حتى معدومة وعلى مقدار إرداتنا نحصد السعادة.

ومن بعد الإرادة تأتي مهمة الإدارة، لأن أي شعور بالسعادة له أسباب ونتائج، بمعنى إذا أخذنا بأسباب السعادة كاملة سنحصدها كاملة، وإذا أخذنا بعضها نلنا جزءًا منها. وحتى المكروه يمكن تحويلة بالإرادة وحسن الإدارة إلى خير محصود.

إذا طبقنا هذا الكلام على حالنا وحاولنا أن نحول بإرداتنا وإدارة عقولنا ما يحدث لنا من مكروه لأوطاننا أتى الخير لا محالة، فهل نحصد السعادة التي هي خليط من الشعور بالاطمئنان والسكينة والراحة والاستقرار والهدوء والأمان، فالبعض يقولون إنها مهمة الحكومات في توفير كل هذا الخليط حتى يسعد الناس وتتبدل وجوههم التعيسة لغيرها سعيدة.

والبعض يقول إرضاء الناس هو السبيل الوحيد إلى إسعادهم، وهو ما يستحيل تحقيقة إذا أخذنا بمثل ''الرضا غاية لا تدرك''، فما بالكم بإسعادنا ونحن نترك ما يدرك، وهذا نهج ردود معظم الحكومات التي تؤمن بمبدأ أن مسؤولية تحقيق السعادة تبدأ من الشعب وأن المسؤولية لا تلقى على عاتق الحكومة وحدها، وترفض أن تدرك هي نفسها أن صناعة السعادة والمستقبل والأمل وصناعة الحياة نفسها هي مهمتهم. وأن الشعب ليس مجنونًا عندما يتمرد عليهم مطالبًا بأقل حقوقه.

الشعب يريد حكومة تعمل بمبدأ إرادة ''أصحاب الهمم'' حتى تسعد وتدرك إدارة سعادتها، على رأي حكومة نجحت في إسعاد شعبها وبدأ كلام رئيسها بكل فخر على العلن في القمة الثانية للحكومة، إننا نقولك ''إسعاد الناس ولا نقول رضا الناس''، لأن ''الرضا مؤقت والسعادة أبدية'' فهل من مستمع أو مذّكر؟.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان