إعلان

العابرون صُدفة من أمام جنازة ''الراجل بتاع المظلومين''

03:25 ص الجمعة 29 أغسطس 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد مهدي:

زحام شديد بمنطقة المنيل، طريق شبه متوقف، لا يعلم الركاب بداخل إحدى أتوبيسات هيئة النقل العام سبب الحركة البطيئة للسيارات، تكهنات دارت بينهم لكن لم تسفر عن شىء، قبل أن تتوقف حركة الأتوبيس تماما أمام مسجد "صلاح الدين" مع بداية تحرك جنازة الحقوقي"أحمد سيف الإسلام" وحوله أسرته وأصدقائه وأحبائه ومن دافع عنهم، فضلا عن وسائل الإعلام المختلفة "إيه الجنازة دي كلها.. شكله راجل مهم" قالتها سيدة عجوز بدهشة بينما تنظر من نافذة الأتوبيس.

همهمات سارت في الأتوبيس، قبل أن تصرخ سيدة ثلاثينية تحمل طفل على كتفيها "هيكون مين يعني.. وقف الحال دا يارب" ذكرتها بغضب قبل أن ينفعل شاب غارق في عرقه صعد منذ لحظات إلى الأتوبيس "يا جماعة دا أستاذ أحمد سيف الإسلام، راجل محترم جدًا الله يرحمه، ادعو له لأنه يستاهل كل خير".

تتحرك سيارات تابعة للجنازة من أمام الأتوبيس مُحملة بصور للفقيد، يراها رجل يرتدي جلباب بلدي فينظر للشاب المنفعل "أيوة أنا فاكر الراجل دا كنت بشوفه في التلفزيون.. دا بتاع الغلابة، الله يرحمه ويستره".

تدعو لأسرته فتاة تقف بالقرب من باب الأتوبيس وتتمتم قائلة "ارتاح من كُتر الشحططة ورا دا ودا، هموم الدنيا، ووجع القلب، ربنا رحمه من هنا" ثم تُكمل ما بدأته من دعوات لابنائه، وتسأل الله عودة السجينين من حبسهما سالمين "علاءوسناء".

"يارتني كنت قبلته.. دانا عارفة مظاليم كتير" خرجت بأسى من السيدة العجوز، تتحسر على الصُدفة التعيسة، تمنت لو كانت لقاءها جاء مبكرا، أن تذهب إليه وتسرد له أوجاع المظاليم، تفند أدلة برائتهم، تتمسك به كخيط أخير لينقذ من تعرفهم من قسوة الظلم-بحسب قولها-.

سائق الأتوبيس ينتظر في صمت، لا يبدو عليه علامات الامتعاض من الانتظار، وهو يلمح الطريق أمامه خالي تماما إلا من تلك السيارات التي تَعبر من أمامه إلى الجهة الأخرى، يسأله راكب بجواره "هي مش الحتة دي مفروض فيها شرطة مرور عشان الطريق.. مش أولى في جنازة زي دي يبقى واقف" ينظر له السائق قائلا "المفروض بقى".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: