إعلان

مفتي الجمهورية يكتب: الانتصارات في رمضان

12:59 م الثلاثاء 08 يوليو 2014

2014_6_30_14_35_45_770

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لا عجب أن رمضان شهر الانتصارات والفتوحات على مر التاريخ الإسلامي، فما تبثه العبادة في هذا الشهر الكريم من علو للهِّمة، وانتصار للنفس على شهواتها جدير بأن يجعل شهر رمضان شهرًا للانتصارات على كافة المستويات بحق.

وقد ارتبط شهر رمضان بالجهاد بعد أن فرض الله سبحانه وتعالى علينا الصيام في رمضان في سورة البقرة بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}... [البقرة : 183] نجد الآيات التي تحث على الجهاد، في مواضع كثيرة، يقول تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}... [البقرة : 190-193].

وكانت بداية تلك الانتصارات في غزوة بدر الكبرى، التي كانت في 17 من رمضان سنة 2 هجريًا، فكانت معركة الفرقان بين الحق والباطل، وأول معركة بين المسلمين والمشركين، ورغم قلة عدد المسلمين، فقد كان النصر حليفًا لهم، وخرج المسلمون من هذه الموقعة بكثير من المغانم، وقد قال الله تعالى في شأنها: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}... (آل عمران : 123).

وثاني تلك الانتصارات هو فتح مكة في سنة 8 هجريًا، الذي أعز الله به دينه ونصر جنده، وطهر به بيته المحرم من رجس الأوثان والمشركين، ودخل الناس به في دين الله أفواجا.

وفي العام التالي في الثامن من رمضان عام 9 هجريًا كانت غزوة تبوك أو العسرة، وهناك أعلنت القبائل العربية خضوعها للمسلمين.

واستمرت انتصارات المسلمين بعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، فكانت معركة القادسية، على الضفة الغربية لنهر الفرات، التي وقعت في شعبان واستمرت إلى رمضان 16هـ (637م) بين المسلمين والفرس، وانتصر فيها المسلمون لتتغير ملامح التاريخ البشري وينتهي الوجود الفارسي وسيطرته.

وفي رمضان أيضاً في الخامس والعشرين من رمضان عام 658هـ، كانت معركة عين جالوت التي أعز الله فيها المسلمين على التتار بقيادة هولاكو المغولي، وكسر شوكتهم، ولم تقم لهم بعدها قائمة.

يروي لنا التاريخ أنه في ثاني أيام شهر رمضان عام 702 هجريًا فتح القائد الإسلامي، حسّان بن النُعمان، المغرب الأوسط - الجزائر الآن - وانتصر على الملكة الكاهنة زعيمة البربر في ذلك الوقت.

وفي نفس العام في الثالث من رمضان فتح المسلمون جزيرة رودس، وكذلك انتصرت الجيوش المضرية والشامية على جيوش التتار فى موقعة شقحب بالقرب من دمشق.

وفي عام 532 هجريًا في شهر رمضان انتصر المسلمون على الصليبيين بقيادة عماد الدين زنكي، وفي نفس اليوم فتحت عمورية أهم بلاد الروم.

وفي العصر الحديث كان لنا نصيب من انتصارات رمضان، وذلك في العاشر من رمضان عام 1363هـ، الموافق 6 أكتوبر 1973م، عندما عبر جيشنا المصري الباسل قناة السويس، وأنهى أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر بعد أن دمر حصن برليف، ليسطر بذلك سطرًا جديدًا في تاريخ أمتنا الإسلامية المجيد.

فيديو قد يعجبك: