إعلان

صلاة التراويح ونفحاتها

10:53 م الجمعة 11 يوليو 2014

149503_0

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

ليالي رمضان مليئة بالنفحات والبركات التي علينا أن نحرص على الفوز بها بإحيائها بالطاعات وذكر الله فيها، ومن بين تلك الطاعات صلاة التراويح وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كان يحرص عليها في جماعة، ثم أمر المسلمين بصلاتها فرادى.

و"التراويح" من الراحة، لأن المصلي يستريح بعد كل أربع ركعات، وترجع نشأة صلاة التراويح بالصورة المعروفة اليوم إلى ثالث الخلفاء الراشدين الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، ففي عهد الخليفة الأول الصديق أبو بكر رضي الله عنه، وفي أول عهد الفاروق عمر رضي الله عنه كانت صلاة التراويح تؤى فرادى وليس جماعة.

وفي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك دخل الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه المسجد ورأى كيف كان يصلي الناس الصلاة المستحبة فرادى فلم يرق له ذلك، وأمر أن يصلي الناس تلك الصلاة جماعة خلف أبي ابن كعب. وجمع الناس عليها حكماً مبرماً، وكتب بذلك إلى البلدان ونصب للناس في المدينة إمامين يصليان بهم التراويح إماماً للرجال وإماماً للنساء ، كان ذلك وكان ذلك ليلة لثمان بقين ما جمادى الآخرة سنة 14 للهجرة.

وصلاة التراويح سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد دلت الأدلة على أنه ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد سأل أبو سلمة عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟ قالت: "ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا". وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: "يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي".

وقد ثبت أنه كان يصلي في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة، فوجب أن يحمل كلام عائشة -رضي الله عنها- في قولها "ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" على الأغلب؛ جمعًا بين الأحاديث.

ولا حرج في الزيادة على ذلك؛ لأن النبي لم يحدد في صلاة الليل شيئًا، بل لما سئل عن صلاة الليل قال: "مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى، ولم يحدد إحدى عشرة ركعة ولا غيرها، فدل على التوسعة في صلاة الليل في رمضان وغيره.

وصلاة التراويح هي إحدى الأعمال العظيمة التي يمتاز بها شهر رمضان، ولذا علينا أن نجمع فيها عدة نيات لننال المزيد من الخير، ومن تلك النيات احتساب ثوابها عند الله، عملًا بقول النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وصلاة التراويح لها من التفحات والبركات الكثير، فصلاتها وغيرها في المسجد والسعي لذلك يرجى من الله أن يحتسب أجر حجة وعمرة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة".

وكذلك فإن تلك الركعات القليلة التي لا تأخذ إلا ساعة من الليل تكتب عند الله كقيام الليلة كلها، وذلك بأن تصلي حتى ينصرف الإمام، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة".

ومن نفحات صلاة التراويح أنها طريق ليلحقك الله بركب الصالحين والصديقين والشهداء، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله: أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من الصديقين والشهداء. وقال صلى الله عليه وآله وسلم : "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم".

فيديو قد يعجبك: