إعلان

محمد عبدالمطلب.. "صوت الحارة" الذي أصبح رمزا للغناء الشعبي(صور)

12:50 م الخميس 28 أغسطس 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

حملت أغانيه طابع خاص ينبع من شرقيتنا فهو الـ "ساكن في حي السيدة"، والمودع لهواة في "ودع هواك وانساه عمر اللي فات ما هيرجع تاني"، والمعاتب لحبيبه ولخصامه وقساوته في "إسأل مرة عليا" و"مبيسألش عليا أبدا"، والكاره لعين الحسود في "يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس"، والباحث عن "بياع الهوى" لدى "أهل المحبة"، ومانح النصائح للمغرمين في "الناس المغرمين ميعملوش كدا"، ولا تكمل فرحته إلا برؤية الحبيب "شفت حبيبي وفرحت معاه".

وحتى عهد قريب كانت أغنيته "تسلم أيدين اللي اشترى الدبلتين والأسورة" هي الأغنية الرسمية لحفلات الخطوبة في مصر وخاصة في الأحياء الشعبية، وبدون "طلب" أو محمد عبد المطلب لا يشعر كثيرون بأن "رمضان جانا"، تلك الأغنية التي أصبحت أيقونة الاحتفاء بالشهر الكريم فبها يشعر المسلمون بقدوم الشهر المنتظر من العام للعام.

رائد الأغنية الشعبية
يعد عبد المطلب رائدا للغناء الشعبي، فهو مطرب انطلق من المقاهي والأحياء الشعبية واختار أن يظل طوال حياته داخل عباءة الغناء الشعبي، فأصبح فريدا في زمن لا يسمح ببقاء سوى المواهب الحقيقية، كما أصبح صاحب مدرسة غنائية ينهل منها المطربون الجدد الذين اختاروا طريق الغناء الشعبي، فتتلمذ على يده محمد العزبي وشفيق جلال، وأصبحت أغاني عبد المطلب تراث باقي في ذاكرة المصريين وشعوب الوطن العربي بأكمله.

كان مولد ووفاة عبد المطلب في شهر أغسطس، يفصل بينهما 70 عاما، حيث ولد في شبراخيت بالبحيرة، ونشأ في أسرة دينية فوالده عمل مؤذنا، ألحق ابنه بكتاب القرية فحفظ القرآن، وتردد على المقاهي ليستمع إلى الاسطوانات، وعلمه الفنان داوود حسني أصول الغناء الشرقي والمقامات، وألحقه بتخته "المذهبجية"، أحب عبد المطلب الموسيقار محمد عبد الوهاب، فأصر على الوصول إليه وبالفعل نجح في مقابلته واقتنع به عبد الوهاب فأقرضه مبلغ من المال والحقه بالكورس.

ولأن طموحه الفني لا يقف عند هذا الحد، حتى وأن كان قريبا من محمد عبد الوهاب، قرر عبد المطلب الانفصال عن عبد الوهاب بعد 7 سنوات من العمل معه، ويُقال إن ابتعاده عنه جاء بعد تراجع عبد الوهاب عن وعده باصطحاب طلب معه إلى باريس أثناء تحميض فيلمه "الوردة البيضاء"، التحق بعد ذلك "طلب" بكازينو بديعة عام 1932، ليحصل على ختم الالتحاق بالوسط الفني من أشهر وأهم صرح فني في ذلك الوقت وهو كازينو بديعة مصابني والذي تخرج منه أشهر المطربين والراقصات، ليصبح مطربا مستقلا، ويبدأ عهدا جديدا في مشواره الفني.

اعتزال
اتخذ "طلب" قرار باعتزال الفن بعد خسارة مالية كبيرة لحقت به، فبعدما أسس شركة لإنتاج الأفلام السينمائية، قدمت أول أفلامها تحت عنوان "الصيت ولا الغنى"، فشل الفيلم فشلا ذريعا وخسر "طلب" أمواله فقرر الاعتزال، وهو القرار الذي تراجع عنه تحت تأثير من الملحن محمود الشريف، وهو الملحن الذي ارتبط به اسم "طلب" في كثير من الأغاني وأصبحا ثنائي لا يفترق، حتى في الزواج، تزوجا من شقيقتين.

تعاون طلب مع عدد كبير من الملحنين من بينهم محمد عبد الوهاب، زكريا أحمد، رياض السنباطي، كمال الطويل، محمد فوزي، محمود الشريف، بليغ حمدي، محمد الموجي، وحلمي بكر.

وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.

قالوا عنه
طلب هو صورة للحارة المصرية في ذلك الزمن، وهو ما أكدت عليه أم كلثوم، حيث قالت: "عندما أسمع طلب أسمع الحارة المصرية"، وقال عنه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وحسب شهادة نور ابن محمد عبد المطلب: "عبد المطلب هو قاعدة صلبة للأغنية الشعبية المصرية".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: